3 نشاطات ترفيهيّة سياحيّة في ليبيا لازم تجرّبها خلال 2021!

قد يبدو العنوان غريبًا بعض الشيء لمن لم يعتد على الجمع بين “ليبيا” و”الترفيه” فما بالك أن تضاف إلى ذلك “السياحة”! لا يخفى على أحد بكل تأكيد أن الكثير من المدن والقرى الليبية سواء الأثرية أو الطبيعية تنافس أبرز وجهات العالم، إلا أنها تظلّ خفيّة نظرًا لعوامل كثيرة اقتصادية وسياسية وغيرها، لكن ما قد يجهله البعض أن هذه الأماكن الرائعة يمكنها أن تصبح وجهة سياحية لليبيين والمقيمين في ليبيا! بل توجد مجموعة نشاطات ينبغي لمحبّي الترفيه والباحثين عن تجارب مميّزة أن يجرّبوها خلال العام الجديد.

ومن هذه النشاطات ما يتيح لك السفر داخليا في أرجاء البلاد، والاستمتاع بوقتك دون أن تشعر “أنك غريب” أو تخشى أن يتم رفضك بسبب جوازك! حتى لا نطيل عليكم، ها هي ثلاث نشاطات نرشّحها لك:

التخييم في فضاءات الطبيعة الساحرة

هذا ليس حكرًا على بعض الأفلام التي تشاهدها في التلفزيون أو عبر منصّات البث الرقمية، يمكنك التمتّع بهذه التجربة بزيارتك لأحد مدن الجبال اللّيبية سواء في غرب البلاد أو شرقها أو المناطق الصحراوية في الجنوب، حيث أن تجربة التخييم ممكنة بل وممتعة للغاية في كل من مدن جبل نفوسة ومن بينها مدينة “يفرن”، أو الجبل “الأخضر” ومدينة “شحّات أو حتى في خلاء الصحراء. 

يوجد مرشدون سياحيّون، يمكن بسهولة الاستدلال عليهم لدى وصولك للمدينة المختارة، بل بعضهم يوفّر برامج ترفيهية تشمل التخييم في منطقّة مهيّئة لذلك، بالإضافة إلى زيارة الأماكن الأثرية الموجودة في هذه المدن، وإثراء معلوماتك حول تاريخها المشوّق والملحمي والآسر. يمكن إيجاد هؤلاء المرشدين عبر صفحات مكاتبهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض المجموعات الفيسبوكية المخصصة لذلك، ولا داعي للقلق أو الشعور بحاجتك لأن يكون لديك صديق في المدينة المختارة للتخييم، والذي ليس بالضرورة أن يستمر طيلة الرحلة، بل يمكن أيضا التنسيق للتخييم لأيام معينة فقط، ومن ثم استكمال الزيارة في مسكن أو “استراحة” خاصّة للإيجار.

وعلى عكس ما قد تعتقده، إلا أن هذا متاح للعائلات والأفراد على حد سواء، بل هو أسهل أحيانا للعائلات نظرًا لسلاسة التجهيز والتحضير لهذه الرحلات كمجموعة، وبالفعل العديد من الأُسَر تستمتع بتجربة التخييم تحت السماء المرصّعة بالنجوم والتي ستراها بوضوح وصفاء أكثر من قبل، وتمنح نفسك الفرصة للاسترخاء والتعرّف على بلادك أكثر وبأقل التكاليف.

– التزلّج على الرمال والتعرّف على  سحر وعراقة الجنوب 

إن بدأنا الحديث عن مدن الجنوب والصحراء الليبية، والكنوز الكامنة هناك، فلن تكفينا تدوينة واحدة! النشاطات الصحراوية مثيرة للاهتمام ومميّزة، ومتاحة للأفراد والعائلات كذلك، وحيث تنظّم بعض المنظّمات [1] رحلات سنويا لزيارة الجنوب والتمتع بنشاطات من بينها التخييم تحت سماء الصحراء المدهشة، والاستمتاع بسهرة تتخلّلها “طواسي الشاهي” التارقية، وخبزة “الملّة” التي تحضّر على طريقة أهل الجنوب من الطوارق، بالإضافة إلى تجربة أطباق مختلفة عمّا اعتدته في الغالب، فحتى “الحساء” يطهى بطريقة مختلفة وبكل تأكيد سترسخ في ذهنك، وتشكّل أبرز ذكرياتك.

إلى جانب التخييم، فالتزلّج على الرمال يعدّ خيارًا حماسيًّا! لا يختلف كثيرا عن التزلّج على الجليد من حيث المبدأ، إلا أن المساحات الشاسعة للصحراء الليبية تجعل من أشكال التزلّج مختلفة، يمكنك التزحلق بينما تستقر جبال تادرارت أكاكوكس الشامخة والشهيرة بجانبك! هذه الجبال التي نقشت عليها أثار الأوّلين منذ سبعة آلاف سنة، وتعدّ مراجع وكتب تاريخية حيّة تسطّر جزء نادرًا من تاريخنا، وتروي قصصا ما كانت لتصل إلينا لولا الرسومات على جدرانها… تزلّجك هناك أشبه بالتزلّج في أروقة عابرة للزمن، تجربة تجمع الماضي والحاضر، وتشكّل فسيفساء ذكرياتك في المستقبل. 

يمكن التنسيق لهذا النشاط أيضًا عبر المكاتب السياحية والتي يسهل البحث عنها عبر الانترنت، كما أنه توجد رحلات سنوية للعائلات تنظّم من قبل هذه المكاتب وتوفّر فرص التزلّج، بالإضافة إلى سباقات الدفع الرباعي وفرص التجوّل في مدن مثل غات وغدامس التي ستبهرك وتسحرك بسكّانها قبل بنيانها، وستعرف معنى “إكرام الضيف” بصدق معهم. 

– الغوص في الساحل والسباحة في الصحراء

يهوى بعض الشباب الغوص ويمارسها كرياضة وروتين ولو سنوي، وغالبا في المدن الساحلية المطلّة على البحر الأبيض المتوسّط مثل زوارة وطرابلس والجبل الأخضر وغيرها، لكن الأمر ليس شائعًا للعائلات أو الكثيرين، بينما في الحقيقة يمكن تنظيم رحلات للغوص الحر (وهو الذي لا يعتمد فيه الشخص على اسطوانة الأكسجين لكتم أنفاسه) أو الغوص باستخدام اسطوانات الأكسجين، حيث توجد العديد من الشركات [2] التي تنظّم رحلات عائلية بل وتوفر تدريبات للغوص والسباحة لمختلف المراحل العمرية. 

ولمحبّي المغامرة، أو الراغبين في تجربة مائية مميّزة أكثر، فالسباحة في بحيرات في قلب الصحراء يعد خيارا جيّدًا! مثل السباحة في بحيرة “قبر عون” حيث تحيط بك الرمال من كل جانب وحزم أشجار النخيل يمكن أن تكون تجربة خاصّة وتأملية، أو ببساطة مغامرة غير اعتيادية، يصف كثيرين رحلة الوصول للبحيرة بحد ذاتها كما لو أنهم في ملاهي رملية بسبب الارتفاع والانحدار المتفاوت للكثبان الرملية هناك. وتماما كما بقيت النشاطات، توجد مكاتب ومنظمات لتنسيق زيارة هذه الأماكن بكل سلاسة ويسر سواء في رحلات ليوم واحد أو تمتد لأكثر من يوم. 

– سياحة داخلية وتجربة غير اعتيادية 

هذه النشاطات الثلاثة مثال بسيط على التجارب التي يمكن أن يخوضها الراغب في حالة اتخاذه لقرار التمتّع بالسياحة الداخلية والتي تعتبر أقل تكلفة… نشجعكم على تجربتها في عام 2021م، لعّلها تصبح عادة سنوية. 

هل سبق ومارست أي نشاط ذكرناه؟ شاركنا بإجابتك ورأيك في التعليقات.

مراجع: